السلام عليكم.
مشكلتي أني أعوذ بالله عصيت الله في مشاهدة الأفلام الإباجية، وتطور الأمر حتى دخلت مواقع الشات والكلام مع الشباب، وكنت أضيع وقتاً، وأتوب بعد كل دخول، والحمد لله أتوب 6 أشهر، لكني أرجع، والآن لي 5 أشهر تائبة، وأدعو ربي، لكني أخاف أن لا أكون تبت، وأموت وأنا لم أتب، لكن لما أدعو قلبي يؤلمني من البكاء، والحمدلله فأنا محافظة على الصلاة في وقتها، لكن الشيء الوحيد أني لما أستغفر أو أصلي يذهب عقلي، فكيف أشعر بلذة الطاعة؟ وهل لما تدمع عيني مع الدعاء يعتبر خشوعاً؟ وشكراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “أحسن الأفكار” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيراً على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
وأما بخصوص ما تفضلت به؛ فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: قد كان من المؤلم أختنا حقاً ما قمت به، وأنت الأخت المسلمة العربية التي تعلم حق المعرفة أثر هذه المشاهدات على دينك وعلى نفسك، لكن نحمد الله أن سترك بستره حتى تبت إلى الله عز وجل، وهذا الأمر يحتاج منك إلى مزيد من الشكر، ونسأل الله أن يعفو عنك، وأن يغفر لك.
ثانياً: التوبة أختنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هي الندم، ومعناها الرجوع عما يكرهه الله من العبد ظاهراً وباطناً، فالتوبة هداية واقية من اليأس والقنوط، وترك الذنب مخافة الله عز وجل، وهي استجابة لقول الله: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً} ولا شك أنها الجالبة لمحبة الله لك، قال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} وهي كذلك سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً*إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً}.
ثالثاً: قد تبت أختنا، وأقعلت -والحمد لله- عن المعصية، وعليه فينبغي أن تتأكدي أن الله يقبل التوبة من عباده، بل يفرح ربنا لتوبة عبده، فعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة) متفق عليه. وفي رواية لمسلم: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح) وهذا يثبت لك سعة رحمة الله بنا، فأملي في الله خيراً، واعلمي أن الله كريم غفور رحيم، وهو القائل جل شأنه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} والتعبير بقوله جل شأنه: (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) يدل على سعة رحمة الله، وعدم يأس المؤمن من رحمة الله جل وعز.
رابعاً: لذة الطاعة تأتي بعد المجاهدة والصبر، وهي تحتاج منك إلى وقت تكونين فيه بين طاعة وذكر وعمل، واتخذي من صلاة الليل -أختنا- منطلقاً لمعرفة لذة الطاعة، اجعلي لك من الليل ورداً لا يتخلف، ونوعي فيه الطاعة بين صلاة وقراءة قرآن وذكر، وثقي أنك ستشعرين بما تهفو إليه نفسك وتطمئن به قلبك.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يرطب قلبك بذكره. والله المستعان.